الخميس، 12 مارس 2020

بيان العلماء والدُّعاة بمملكة البحرين بشأن فيروس كورونا (COVID-19)

بشأن فيروس كورونا COVID-19))

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف خلق الله أجمعين، وبعد:
فإنَّنا الموقِّعين أدناه نتابع الظُّروف الاستثنائيَّة العالميَّة والمستجدَّات المحلِّيَّة، مع انتشار فيروس كورونا (COVID-19)، وما تتَّخذه الحكومات من وقايةٍ وعلاجٍ، وعليه نُصدر هذا البيان، انطلاقًا من قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله) [المائدة: 2]، وقول النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم: ( الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمَن؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتهم) [رواه مسلم]، ونوجزه في النُّقاط التَّالية:
أوَّلًا: إنَّ الأمراض والأوبئة من ابتلاء الله عزَّ وجلَّ، يُسلِّطها على من يشاء من عباده، عذابًا لمن أدبر، ورحمةً لمن أقبل، قال تعالى: (قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ الله إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ الله وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [الأحزاب: 17].
ثانيًّا: إنَّ المسلم مأمورٌ بأخذ الأسباب الشَّرعيَّة والطِّبيَّة، لدفع الأمراض أو تخفيف أثرها، فمن تلك الأسباب الشَّرعيَّة: الإقبال على الله بالطَّاعات، وتجنُّب المعاصي والمنكرات، وردُّ المظالم إلى أصحابها، ومداومة الدَّعوات والصَّدقات، وملازمة التَّوبة والاستغفار، والتَّحصُّن بالأوراد والأذكار، وأمَّا الوقاية الطِّبيَّة: فينبغي عليه أخذ الحيطة والحذر، كتعقيم اليدين، ووضع الكمامة الطِّبيَّة، والمحافظة على النَّظافة الشَّخصيَّة، والتَّداوي، وتجنُّب المرضَى، والبعد عن التَّجمُّعات لغير حاجةٍ، حسب التَّعليمات الرَّسميَّة، لاسيَّما كبار السِّنِّ وصغارهم، ومن يُعاني من أمراض التَّنفّس أو ضعف المناعة، ونحوها .
ثالثًا: كلُّ من اشتبه بإصابته بهذا الفيروس، فيجب عليه التَّواصل مع الجهات المختصَّة فورًا، لإجراء الفحوصات الطِّبيَّة اللَّازمة، وعليه ـ إضافةً لما سبق ـ أن يمتنع عن مخالطة النَّاس، ويأخذ بالاحتياطات الاحترازيَّة اللَّازمة.
رابعًا: كلُّ من ثبت بأنَّه مصاب بهذا الفيروس، فيجب عليه التَّعاون التَّامّ مع الجهات المختصَّة، والالتزام بالإجراءات العلاجيَّة الَّتي تقرِّرها الجهة الصَّحيَّة الرَّسميَّة، حتَّى لا يُسهم في نقل العدوَى، كما ينبغي عليه أن يقابل هذا المرض بالصَّبر والاحتساب، ومراجعة النَّفس، والإقلاع عن الذَّنب، فالمؤمن في مرضه مأجورٌ، وهو له كفارةٌ من الذُّنوب.
خامسًا: إذا انتشر هذا الفيروس -لا قدَّر الله-، أو تحقَّق بغلبة الظَّنِّ أنَّه سينتشر، بسبب اجتماعات النَّاس العامَّة أو الخاصَّة، كالتَّعليم أو المناسبات الاجتماعيَّة أو الرِّياضيَّة أو غيرها، وكذا التَّنقُّلات والسَّفر، فإنَّ لوليِّ الأمر حسب المصلحة العامَّة، ودفعًا للضَّرر، أن يقرِّر ما يراه مناسبًا من منعٍ أو تقييدٍ لهذه التَّجمُّعات أو التَّنقُّلات، بمقدار ما تُدرأ به المفسدة، ومع أهميَّة حضور الجمع والجماعات في الجوامع والمساجد، فإنَّ للمسلم -والحالة هذه- أن يترخَّص في التخلُّف عنها، ولا تُعطَّل شعيرة الأذان، ومن ذلك ما قام به خادم الحرمين الشَّريفين من تعليقٍ مؤقَّتٍ لأداء مناسك العمرة أو لزيارة المسجد النَّبوي؛ صيانةً للأماكن المقدَّسة من الأوبئة، ومنعًا من أن تكون سببًا لنشرها، وحفاظًا على صحَّة ضيوف الرَّحمن وأرواحهم.
سادسًا: يجب على كافَّة أفراد المجتمع، أن يقوموا بما يُملي عليهم ضميرهم ودينهم، وذلك بالتَّعاون فيما بينهم بالمعروف، ومساعدة بعضهم بعضًا، وأن يلتزموا بجميع التَّعليمات والتَّدابير الصَّادرة من الجهات المختصَّة، وأن يتلقَّوا المعلومات من الجهات الرَّسميَّة، وأن لا ينشروا الشَّائعات المغلوطة، والأخبار المروِّعة، كما يحرم على التُّجار وأصحاب المحلَّات وغيرهم، استغلال هذه الظُّروف باحتكار السِّلع أو رفع أسعارها، وبالأخصِّ الطِّبيَّة والغذائيَّة، وينبغي لأبنائنا الطَّلبة أن يستثمروا فترة تعليق الدِّراسة، بما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
وأخيرًا: نشكر جلالة ملك البحرين ووليَّ عهده ورئيس وزرائه -حفظهم الله تعالى-، على جهودهم وتوجيهاتهم الَّتي يبذلونها لاحتواء الفيروس، وحرصهم على صحَّة المواطن والمقيم، من خلال إطلاق الحملة الوطنيَّة لمكافحة فيروس كورونا، ونشر الوعي حول خطورته، واتِّخاذ جميع الإجراءات الاحترازيَّة والوقائيَّة، ورعاية المرضَى ومعالجتهم، وتحمُّل نفقات إجلاء المواطنين من الدُّول الأخرَى، وتخصيص الأماكن للفحص والحجر والعزل والعلاج، ولا ننسى أن نشكر جميع قادة الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة والمنظَّمات المحلِّيَّة والعالميَّة على جهودهم المبذولة لاحتواء هذا الوباء ومنع انتشاره سعيًا منهم للحفاظ على حياة الإنسان وصحَّته.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يحفظ مجتمعاتنا، من كلِّ مرضٍ ووباءٍ، وسَقَمٍ وبلاءٍ، وأن يحيينا في صِحةٍ وعافيةٍ وسلامٍ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يعيذنا من البرص والجنون والجذام ومن سيِّئ الأسقام، وأن يصرف عن بلادنا وعن جميع البلدان، الأوبئة بما شاء وكيف شاء، إنَّه على ما يشاء قدير.
صدر: في يوم الخميس 17 رجب 1441 هـ الموافق 12 / 3 / 2020م

أسماء الموقِّعين على البيان:


أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية:

1.        فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن محمود آل محمود

2.        القاضي فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان

3.        فضيلة الشيخ الدكتور نظام محمَّد صالح يعقوبي (سابقًا)

4.        فضيلة الشيخ الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح

5.        فضيلة الشيخ عصام بن محمَّد إسحاق العبَّاسي

6.        القاضي فضيلة الشيخ راشد بن حسن البوعينين
7.        فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن خليفة السعد (سابقًا)
8.        القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرَّحمن بن ضرار الشَّاعر

السَّادة القضاة:
9.        القاضي فضيلة الشيخ الدكتور جمعة بن توفيق الدوسري
10.    القاضي فضيلة الشيخ حمد الفضل الدوسري
11.    القاضي فضيلة الشيخ عبد الإله بن أحمد المرزوقي
12.    القاضي فضيلة الشيخ عبد الله بن عدنان القطان
13.    القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن محمد الفاضل
14.    القاضي فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن عبد الله الغرير
15.    القاضي فضيلة الشيخ عمر بن محمد بوعواس

أصحاب الفضيلة المشايخ والدُّعاة:
16.    فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الرحمن العسيري
17.    فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمود آل محمود
18.    فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن يعقوب العطاوي
19.    فضيلة الشيخ الدكتور باسم بن أحمد بن عامر
20.    فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن محمد سعيد الحسيني
21.    فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن جاسم الجاسم
22.    فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشنو
23.    فضيلة الشيخ الدكتور راشد بن عبد الرحمن العسيري
24.    فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن دعيج بو سعيد
25.    فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الحمادي
26.    فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الكريم بن أحمد
27.    فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن أحمد الشيخ
28.    فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم بن محمود آل محمود
29.    فضيلة الشيخ الدكتور عامر بن حسن بن صبري التميمي
30.    فضيلة الشيخ الدكتور فاضل بن خلف الحمادة الرقي
31.    فضيلة الشيخ الدكتور محمد رفيق بن محمد سعيد الحسيني
32.    فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن عبد الرحمن المحميد
33.    فضيلة الشيخ إبراهيم بن طارق بن منصور
34.    فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد الحادي
35.    فضيلة الشيخ أحمد بن عبد الرحيم بن محمود آل محمود
36.    فضيلة الشيخ بسام بن محمد الزياني
37.    فضيلة الشيخ جلال بن يوسف الشرقي
38.    فضيلة الشيخ حسام بن محمد السعدي
39.    فضيلة الشيخ خالد بن عبد الكريم بو جيري
40.    فضيلة الشيخ خليفة بن أحمد الملا
41.    فضيلة الشيخ عادل بن أحمد المرزوقي
42.    فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد سعيد الحسيني
43.    فضيلة الشيخ عبد النَّاصر بن محمد الصِّدِّيقي
44.    فضيلة الشيخ عبد الناصر بن عبد الله بن إبراهيم
45.    فضيلة الشيخ فتحي بن عبد الله الموصلي
46.    فضيلة الشيخ فيصل بن محمد الدوسري
47.    فضيلة الشيخ محمد بن حمزة فلامرزي
48.    فضيلة الشيخ محمد بن محمود الشنقيطي
49.    فضيلة الشيخ محمد بن وليد الخاجة

50.    فضيلة الشيخ يوسف بن عبد الرحمن فقيه
51. فضيلة الشيخ الدكتور فريد بن إسماعيل التوني
52. فضيلة الشيخ الدكتور صلاح الزياني